مقال رأي : واحة تافيلالت تحتضر، من المسؤول؟
في يوم 20 من شهر مارس سنة 2024، نشب حريق بإقليم الرشيدية وبالضبط بمنطقة اولاد شاكر، أدى إلى إتلاف أزيد من 900 نخلة و200 من شجر الزيتون وما خفي كان أعظم، هذا الحريق ليس بجديد على الواحة، فقد نشبت عدة حرائق من قبل في السنوات الأخيرة، خاصة مع استمرار موجة الجفاف التي تعرفها المنطقة، مثل حريق أوفوس ثم حريق القصر الجديد الذي امتد إلى قصر أولاد عيسى، بالإضافة الى عدة حرائق أخرى،
كل ذلك زاد من محنة الساكنة التي تعتمد بالأساس على مدخول تمور النخيل، فهاته الموجة الأخيرة من الجفاف كما ذكرنا، زادت أعباء الساكنة الذين لازالوا يرابطون في أرضهم راجين الغيث والمطر، وما زاد الطين بلة هو التهميش الذي يطال المنطقة والتي تعاني في صمت في غياب فرص الشغل للشباب الذين غالبا ما يهاجرون بحثا عن لقمة العيش بعرق الجبين، فالمنطقة عانت ولازالت تعاني وستعاني،
نعم واحة زيز تحترق ! لكن وماذا بعد، من سيعوض الساكنة؟، نعم أخمِد الحريق، لكن هل تساءل أحد عن مصير المتضررين؟ ومن سيكون لهم أذنا صاغية؟ أنا سأقول لكم مصيرهم، سيتكبدون العناء كسابقيهم، وسيظلون مرابطين من أجل شرف الأرض، سيغرسون النخيل مرة أخرى تبعا لوصية الأجداد. إن واحة تافيلالت التي أنجبت العلماء والفقهاء ولازالت تنجب، تستنجد برجالها الغيورين بحثا عن البقاء، تستنجد بالضمائر الحية لكي توجه البوصلة نحوها، وبقلب حزين سأسير على دلو الشاعر كاظم الحجاج وأقول نحن أبناء أرض السواد، نحن أبناء أرض الواحة والصحراء، لم نتكئُ يوما، هل تتكي نخلة؟!.
بقلم الطالب الباحث: زكرياء اعلول.
البريد الاليكتروني: [email protected]