مقال رأي : المهرجان الوطني لفنون أحواش في دورته الثانية عشرة، الاحتفاء بالفلكلور يواجه تحديات تنظيمية
لحسن بلعاليم
يعد المهرجان الوطني لفنون أحواش حدثًا ثقافيًا بارزًا يحتفي بالفلكلور والتراث المحلي، إلا أنه واجه هذا العام انتقادات واسعة بسبب مشكلات تنظيمية وتقنية وإدارية. في حين يهدف المهرجان إلى إبراز الفنون التراثية الأصيلة، إلا أن البحت عن ايقاعات العالم بإدخال (الفزيون) أوقع و شوه معالم وأركان فن احواش وهو ما أدى إلى إجماع على عدم الإعجاب وعدم الاستحسان لدى الجمهور.
عانت دورة هذا العام من مشاكل تنظيمية وتقنية كبيرة أثرت سلبًا على تجربة الحضور، مع الاحتكار في التنظيم وفرض أسماء بعينها، مما أدى إلى إقصاء الطاقات المحلية ومنع مشاركة المجتمع بشكل فعال. هذا الفشل التنظيمي أثار تساؤلات حول كفاءة الإدارة، حيث ارتُكبت أخطاء عديدة أثرت على سير الفعاليات.
أحد الانتقادات البارزة هي ابتعاد المهرجان عن روح التنمية المحلية، حيث إن إقصاء الكوادر المحلية المشهود لها بالتجربة و الكفاءة يتعارض مع هدف التنمية الثقافية والاقتصادية للمجتمع. هذا الإقصاء حرم الشباب المحلي من فرص المشاركة الفعالة والاستفادة من الفعاليات، مما قلل من تأثير المهرجان على التنمية الشاملة للمدينة
كما أن التكلفة العالية للمهرجان هده الدورة أثارت جدلاً حول حسن تدبير الميزانية، حيث دعا بعض النقاد إلى اعتماد نهج أكثر فعالية في إدارة الموارد المالية و أثارت الميزانية المضاعفة لهذا العام تساؤلات مقارنة بالدورات السابقة التي حققت نجاحًا وإشعاعًا بميزانية أقل. و قد طالب العديد من الفاعلين في المدينة بالكشف عن ميزانية المهرجان وكيفية توزيعها، متسائلين عما إذا كانت ورزازات و ابناؤها قد استفادت حقًا من هذا الحدث أم أن المستفيدين كانوا قلة فقط.
ومع نهاية المهرجان، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الدورات القادمة من تجاوز هذه التحديات وتحقيق نجاح حقيقي يستفيد منه الجميع؟ وهل سيكون هناك شفافية ومساءلة أكبر في التنظيم والميزانية؟ الأمل معقود على أن تُجاب هذه التساؤلات بإجراءات ملموسة في المستقبل