ورزازات في مواجهة أزمة النقل الجوي: تساؤلات حول المستقبل السياحي للمدينة

تواجه مدينة ورزازات كوجهة للسياحة الوطنية والدولية، أزمة متفاقمة في مجال النقل الجوي، مما يثير قلق المهتمين بالشأن المحلي.
إستمرار تناقص خطوط الطيران و تراجعها دفع فاعلين سياسيين إلى طرح الإشكالية و عدد من التساؤلات حول ما آل إليه الوضع، المستشار الجهوي عبد المولى أمكاسو عبر في تدوينة نشرها على صفحته على الفيسبوك، جملة من التساؤلات حول مستقبل الخطوط الجوية التي تربط المدينة بمحيطها الإقليمي والدولي.
فقد أسار إلى أنه في السنوات الأخيرة، عرفت رحلات جوية عديدة تربط ورزازات بوجهات دولية إلغاء أو تقليصًا مفاجئًا. فعلى سبيل المثال، تم إلغاء الرحلات المبرمجة نحو لاس بالماس بشكل نهائي. وبالنسبة لرحلات لندن-ورزازات، التي كانت تُبرمج مرتين أسبوعيًا، تقلصت إلى رحلة واحدة فقط في الأسبوع. كما شهدت رحلات باريس-ورزازات تراجعًا ملحوظًا، حيث انتقلت من ثلاث رحلات أسبوعيًا قبل أكتوبر 2024 إلى رحلة وحيدة في يناير 2025.
لم يقتصر الأمر على الرحلات الدولية، بل طال التراجع الخطوط الداخلية كذلك. فقد تم تقليص برمجة خط طنجة-ورزازات، الذي كان من المقرر أن يستمر حتى نوفمبر 2025، لينتهي في مارس 2025. وعلى نفس المنوال، عرف الخط الرابط بين الدار البيضاء وورزازات، المدعم من طرف مجلس جهة درعة-تافيلالت، انخفاضًا كبيرًا في عدد المقاعد المدعمة، حيث انتقلت من 80,000 مقعد سنويًا في عام 2019 إلى 40,000 مقعد فقط بحلول عام 2024.
هذه التراجعات أثارت تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا التقهقر في النقل الجوي، رغم أهمية ورزازات كوجهة سياحية أساسية. هل يعود السبب إلى غياب رؤية استراتيجية واضحة لتطوير النقل الجوي؟ أم أن المشكلة أعمق وتتعلق بضعف التنسيق بين الشركات الجوية والجهات المسؤولة؟
من جانب آخر، يظل الدعم المخصص لإعادة تشغيل الفنادق المغلقة في المدينة نقطة جدل، إذ يُخشى أن يؤثر النقص الحاد في الخطوط الجوية على جهود إعادة الحياة إلى هذه المؤسسات السياحية. فبدون نقل جوي فعال ومستدام، قد تجد الفنادق صعوبة في جذب السياح، مما سيؤثر سلبًا على التعافي الاقتصادي للمدينة.
ورغم الإعلان عن خطط لدعم السياحة، لا تزال التساؤلات قائمة حول مصير خطة الطريق التي كان من المفترض أن تواكب تطوير النقل الجوي بشكل تصاعدي. ومع غياب استراتيجيات شاملة، قد يتراجع دور ورزازات كمركز سياحي دولي، ما قد ينعكس على سكانها واقتصادها المحلي.
في ظل هذه الظروف، تبدو الحاجة ماسة إلى تدخل عاجل من مختلف الأطراف المعنية، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني، لوضع خطة عملية وشاملة تعيد للنقل الجوي في ورزازات حيويته وتضمن استدامة القطاع السياحي في المدينة.