الواحات والمضايق على طاولة النقاش بتنغير… ونجوم الرياضة الوطنية في دائرة التكريم

افتُتحت، بإقليم تنغير، فعاليات منتدى المضايق والواحات، في خطوة استراتيجية تروم تسليط الضوء على الإمكانات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها هذه المجالات، وتحفيز مختلف الفاعلين على الانخراط الفعلي في مسارات تنموية منسجمة ومستدامة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير أن انعقاد هذا المنتدى يمثل لحظة تعبئة جماعية لترسيخ السياحة كرافعة استراتيجية، لا تقتصر على بعدها الاقتصادي الظرفي، بل تتجاوز ذلك نحو كونها فضاءً تفاعلياً يجمع بين التراث، والبيئة، والهوية، والمبادرة الحرة. وأضاف أن تنغير، بمضايقها وواحاتها وموروثها الغني، تمتلك مقومات سياحية استثنائية، غير أنها تحتاج إلى رؤية أكثر جرأة، وسياسات ترابية متناغمة، واستثمارات مسؤولة. كما جدّد التزام المجلس بدعم كافة التوصيات المنبثقة عن المنتدى والمساهمة في تحويلها إلى مشاريع ملموسة.
من جهته، أبرز كمال المحسني، مدير تنمية المناطق الواحية بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أهمية هذا اللقاء كمنصة تفكير جماعي في مستقبل المجالات الواحية والمضايقية، لاسيما في ظل التحديات المناخية والضغوط البيئية المتزايدة. وأكد أن الوكالة تبنّت منذ تأسيسها منهجية تشاركية متعددة الفاعلين، ترتكز على تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتثمين الرأسمال الطبيعي والثقافي، وتعزيز صمود الساكنة المحلية. كما أعلن عن استعداد الوكالة لمواصلة دعم الدينامية التنموية بالإقليم من خلال مشاريع مندمجة ذات أثر بعيد المدى.
بدوره، عبّر محمد قاشا، رئيس جماعة بومالن دادس، عن فخر الجماعة باحتضان جزء من أنشطة المنتدى، من فضاءات علمية وثقافية ورياضية، مؤكداً أن ذلك ليس مجرد استضافة رمزية، بل هو تعبير عن إرادة سياسية محلية قوية للانخراط في رؤية تنموية تدمج البعد البيئي والثقافي في السياسات الترابية. وشدد على أن التنمية المنشودة تقتضي تضافر الجهود بين مختلف المتدخلين، وتبني مقاربات شمولية تُعيد الاعتبار للإنسان والمجال، وتمنح للجماعات الترابية أدواراً مركزية في تدبير الشأن المحلي.
ويُنتظر أن يشكل هذا المنتدى، الذي يجمع نخبة من الفاعلين المؤسساتيين، والمهنيين، والباحثين، والمجتمع المدني، محطة تأسيسية لرسم ملامح نموذج تنموي جديد للمناطق الواحية والمضايقية، قائم على الالتقائية، والتكامل، واحترام التوازنات البيئية والخصوصيات المحلية، في أفق بناء مستقبل أكثر إنصافاً واستدامة.