كتاب جديد في أدب الرحلة
صدر للأستاذ لحسن شعيب، وهو مفتش تربوي، كتاب بعنوان: “في مناكبها”، ويقع ضمن أدب الرحلة، وقد خصص كتابه الأول ل ما وراء بحر الروم، تناول فيه ما شاهده ودونه خلال زيارات متفرقة لعدد من دول أوروبا الغربية، وقد أعلن في آخر صفحة من كتابه الأول، أن عنوان الكتاب الثاني ضمن سلسلة “في مناكبها” هو “الطريق إلى البلقان”.
الكتاب صادر عن دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، في الرباط في 248 صفحة من الحجم المتوسط. ويحتوي على مقدمة، وخاتمة وستة فصول. وقد تناول الكاتب في المقدمة التي سماها “في البدء كانت الرحلة”، علاقته بالسفر والرحلة منذ طفولته، وعرج على أهم الكتب المؤلفة في الباب، كما تحدث عن منهجية تأليفه للكتاب، وعلى أهدافه: يقول في المقدمة: “ومنذُ أن ركبتُ البحرَ لأول مرة، وإلى ما قبل جائحة كوڤيد، التي حبستِ الناس في بيوتهم، وعَطَّلَت حركة السيارات والسفن والطائرات في العالم كله، زرتُ زهاء ثلاثين بلداً، ودوَّنتُ ما رأيتُ فيها وما شاهدتُ في مذكراتٍ خاصةٍ احتفظتُ بمعظمها لنفسي، ونشرتُ بعضها إلكترونيا؛ فاقترح عليَّ العديدُ من الأصدقاءِ، ومنهم أدباءُ وأكاديميون أن أُحَوِّلَها إلى كتاب ورقي يكونُ مفيدا للقراء، ولبنةً في أدب الرحلة”. لكنه ما إن شرع في تدوين كتابه حتى بدا له أنه سيصير سفرا ضخما، لذلك قسمه إلى أجزاء كما أشار في المقدمة.
وقد كان عنوان الفصل الأول هو: “البؤساء”: وفيه تناول الكاتب كثيرا من القضايا المرتبطة بفرنسا البلد واللغة والثقافة والفكر، أما الفصل الثاني، والذي تحدث فيه عن اسبانيا والبرتغال، فكان عنوانه: “جيراننا”، فيما تناول في الفصل الثالث من كتابه، والمعنون ب “بلاد الألماس والأزهار” ما دونه عن دولتي بلجيكا وهولندا. وتناول مشاهداته عن ألمانيا وتقنيتها وتفوقها العلمي في فصل رابع بعنوان: “بلاد الجرمان”، ليقف عند جمال البحيرات والجبال في فصل خامس عن سويسرا وإيطاليا، قبل أن يختم بالممالك الصغيرة العظمى، في الفصل السادس والأخير، وفيه تحدث عن أربعة دول أو إمارات صغيرة جدا في أوروبا، وهي موناكو، وجبل طارق وأندورا، وليشتنشتاين.
ولأن تكوين الكاتب متنوع وشامل لتخصصات كثيرة، فقد شمل كتابه الفكر والثقافة والأدب والشعر وقضايا اللغة، في قالب تشويقي ممتع، وبلغة عربية جميلة، كما أنه يعقد مقارنات بين البلدان التي رآها، فيما بينها، وبينها وبين بلده الأم، مع تمرير العديد من الرسائل الصريحة أو المشفرة إلى من يهمهم الأمر.
ويوجد الكتاب في الرباط في مكتبة دار الأمان، ومكتبة الألفية الثالثة، وفي القنيطرة، ومراكش، والمحمدية وطنجة ووجدة ومدن أخرى، كما أشار الكاتب في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وتعود أصول الكاتب إلى تنغير، في الجنوب الشرقي للمغرب، ويتحدث إلى جانب الأمازيغية لغته الأم، اللغة العربية والفرنسية والانجليزية، الأمر الذي أتاح له الحديث عن ثقافات البلدان التي زارها بطريقة مختلفة.