رشيد مزنر: المهندس التونسي المتهم بالوقوف وراء الهجوم السيبراني على CNSS

كشفت التحقيقات الجارية بخصوص الهجوم السيبراني الذي استهدف النظام الرقمي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) عن تطورات لافتة، بعد أن تمكنت الفرق المتخصصة في الجرائم الإلكترونية، بالتنسيق مع منظمة الإنتربول، من تتبع خيوط تقنية معقدة قادت إلى الاشتباه في شخص يُدعى “رشيد مزنر”.
رشيد مزنر، الذي تشير المعطيات الأولية إلى كونه مهندس تونسي في الأمن السيبراني، أصبح في قلب هذه القضية التي أثارت قلقاً واسعاً بشأن أمن المعطيات الرقمية في المغرب. وتفيد مصادر تحقيق أن المشتبه به يُحتمل أن يكون العقل المدبر للهجوم، مستندين في ذلك إلى روابط رقمية تربطه بحساب مجهول يحمل اسم “3N16M4″، الذي نُشر من خلاله أول إعلان عن الهجوم على تطبيق تلغرام بتاريخ 8 مارس 2025، قبل أن يُحذف ويُعاد تداوله على نطاق واسع.
وتشير التحقيقات التقنية إلى أن الحساب المذكور على صلة بمنصة GitHub، حيث رُصدت أنشطة برمجية مشبوهة، بالإضافة إلى استخدام بريد إلكتروني مرتبط بإحدى الجامعات الألمانية. وقد ساهمت هذه المعطيات في تضييق نطاق البحث حول المشتبه به، الذي سبق له المشاركة في مسابقات دولية لاختبار الاختراق (Capture The Flag) وهو معروف في أوساط الهاكرز الأخلاقيين.
ويُعتقد أن مزنر، من خلال معارفه المتقدمة في مجال الأمن السيبراني، قد تمكن من التسلل إلى نظام CNSS واستخراج بيانات حساسة، نُسبت لاحقاً إلى مجموعة “Jabaroot DZ” المرتبطة حسب بعض المؤشرات بالجزائر.
السلطات المغربية، التي تواصل تنسيقها مع شركاء دوليين، وعلى رأسهم الإنتربول، أكدت أن المتورطين في هذه الهجمات سيُقدمون إلى العدالة، دون اعتبار للعقبات التقنية أو القضائية. وتُنتظر نتائج حاسمة خلال الأسابيع المقبلة، قد تفضي إلى توقيف المشتبه به الرئيس في هذه القضية، في خطوة من شأنها تعزيز الثقة في قدرة الدولة على التصدي للهجمات السيبرانية وحماية فضائها الرقمي.