شهد المغرب خلال 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس تطويرا كبيرا في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات.
فعلى الصعيد السياسي، قاد جلالة الملك إصلاحات هامة، أبرزها تعديل الدستور لعام 2011 الذي عزز من صلاحيات البرلمان والحكومة، وأرسى مبادئ الحكامة الجيدة، وكرس مزيدا من الحقوق والحريات للمواطنين.
أيضا، خلال هذه المرحلة، عزز جلالة الملك مكانة المغرب على الساحة الدولية، من خلال دبلوماسية نشطة ومبادرات شجاعة تنطلق من رؤية ثاقبة للوضع إقليميا وقاريا وعالميا.
وفي الجانب الاقتصادي، أطلق الملك محمد السادس عدة أوراش تنموية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي وتضمن المناعة المالية لبلادنا. فتم تنفيذ مشاريع ضخمة مثل ميناء طنجة المتوسط، وشبكة الطرق السيارة، والقطار فائق السرعة، مما ساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة والسياحة تحديدا.
كما أولى جلالة الملك اهتماما خاصا للتنمية الاجتماعية، لا سيما من خلال برامج مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي.
مجال الثقافة والتأطير الديني كانا أيضًا في صميم اهتمامات جلالة الملك محمد السادس، حيث دعم الفنون والتراث الثقافي المغربي، وعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال الديني. وأنشأ جلالة الملك مؤسسات تعليمية وثقافية ساهمت في تعزيز الهوية المغربية والانفتاح على الثقافات الأخرى، إلى جانب مبادرات نوعية لتحسين التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية العمومية.
في نفس الوقت، ولأن مسيرة التنمية والديموقراطية هي مسيرة لا متناهية، فإن تطلعات المستقبل تظل طموحة وواعدة، حيث يسعى جلالة الملك محمد السادس، في تلاحم مع الشعب المغربي وقواه الحية، نحو تحقيق المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة.
فالمستقبل يتطلب مواصلة الجهود لتعزيز الحُكم الرشيد والشفافية وإبداع الحلول لمختلف القضايا والتحديات المطروحة، وتشجيع الابتكار والاستثمار في تأهيل العنصر البشري، وخاصة الشباب، مما سيعزز كون المغرب نموذجًا يُحتذى به ضمن فضاء البلدان الصاعدة.