ورزازات.. وجهة سياحيةٌ رهينةُ ضُعفِ الربط الجوي

رغم المؤهلات السياحية الكبيرة التي تزخر بها ورزازات، إلا أن المدينة لا تزال تعاني من ركود سياحي بسبب ضعف الربط الجوي، وهو ما اعتبره المستشار الجهوي عبد المولى أمكاسو العائق الأكبر أمام تحولها إلى وجهة سياحية قائمة بذاتها. في تدوينة نشرها على صفحته في الفيسبوك، كشف عن معطيات دقيقة حول أزمة الطيران في ورزازات، حيث أشار إلى التفاوت الكبير بين الطاقة الإيوائية المتاحة وعدد الرحلات الجوية المحدود.
و بحسب ما ورد كذلك في التدوينة، فقد بذلت الشركة المغربية للهندسة السياحية جهودًا كبيرة لإعادة فتح الفنادق المغلقة عبر دعم استثماري يهدف إلى تجويد الطاقة الاستيعابية من 6800 سرير حاليا والمرشحة للإرتفاع لتصل إلى 8500 سرير في المستقبل القريب. ورغم هذه التطورات، يبقى ضعف الرحلات الجوية العائق الأكبر أمام انتعاش القطاع السياحي، حيث لا تتوفر إلا 16 رحلة جوية أسبوعيًا، وهو عدد غير كافٍ لدعم السياحة بشكل فعّال.
الربط الجوي الداخلي يقتصر على خط الدار البيضاء – ورزازات بسبع رحلات أسبوعية، توفر فقط 385 مقعدًا، بدل 780 مقعدًا التي يدعمها مجلس الجهة. كما يُشغَّل خط طنجة – ورزازات برحلتين أسبوعيًا بسعة 370 مقعدًا، لكنه مهدد بالإلغاء ابتداءً من 28 مارس 2025. أما الرحلات الدولية، التي تربط ورزازات ببرشلونة، مرسيليا، باريس ولندن، فلا تتجاوز 1260 مقعدًا أسبوعيًا، لكنها تفتقر إلى الاستقرار في البرنامج، مما يضعف ثقة السياح في الوجهة.
إجمالي المقاعد الجوية المتاحة نحو ورزازات لا يتعدى 2000 مقعد أسبوعيًا، مقابل 6800 سرير متاح، ومرشح ليصل إلى 8500 سرير. هذا التفاوت الكبير بين القدرة الإيوائية وعدد المقاعد الجوية يطرح إشكالية كبرى، تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية.
رغم دعم مجلس جهة درعة-تافيلالت لخط الدار البيضاء، إلا أنه فشل في فرض التزام واضح على الخطوط الملكية المغربية لتنفيذ الاتفاق بالكامل. كما أن المكتب الوطني المغربي للسياحة لم يضمن استقرار الرحلات الدولية، ولم يوسع الربط الجوي نحو وجهات جديدة، رغم الحاجة الملحة لذلك. وعلى مستوى التنشيط السياحي، أشار امكاسو إلى أن مجلس الجهة صوّت منذ مارس 2022 على اتفاقية لتنشيط السياحة، لكنها لا تزال حبرًا على ورق ولم تجد طريقها للتنفيذ.
أمام هذا الوضع، يبقى الحل في زيادة عدد الرحلات الجوية وإضافة وجهات جديدة، مع رفع عدد المقاعد لتتجاوز 50% من القدرة الإيوائية المتاحة، وضمان استقرارها. كما ينبغي فرض التزام صارم على شركة الخطوط الملكية المغربية لاحترام الاتفاقيات، مع إضافة رحلات داخلية ودولية منتظمة، وليس فقط المدعومة. إضافة إلى ذلك، يتوجب تفعيل اتفاقية التنشيط السياحي المؤجلة منذ 2022، لأن الوجهات السياحية لا تزدهر فقط بتوفير الإيواء، بل تحتاج إلى تنشيط مستمر يعزز جاذبيتها.
ورزازات تملك كل المقومات لتكون وجهة سياحية عالمية، لكنها تظل رهينة ضعف الربط الجوي. فإلى متى سيظل هذا الوضع قائمًا؟