قصة واقعية، الطفل عبد الصمد إبن إمغران، رمز الأمانة و الشهامة

في حادثة مؤثرة شهدها السوق الأسبوعي بمنطقة إمغران، إقليم ورزازات، برز الطفل عبد الصمد فرح، البالغ من العمر 13 عامًا والمنحدر من دوار توريرت أيت زغار بجماعة إمي نولاون، كنموذج نادر للأمانة رغم ظروفه الصعبة.
يعمل عبد الصمد في جرّ عربة صغيرة داخل السوق، ليس فقط لكسب قوت يومه، ولكن أيضًا للمساهمة في نفقات دراسته ومساعدة أسرته التي تعيش في وضعية معيشية قاسية.
خلال يوم السوق الأسبوعي الخميس ، وبينما كان يمارس عمله المعتاد وسط زحام السوق، عثر على محفظة تحتوي على مبلغ 1500 درهم، إلى جانب شيك ووثائق شخصية. ورغم أن هذا المبلغ كان يمكن أن يخفف من معاناته، لم يتردد عبد الصمد لحظة في البحث عن صاحب المحفظة. توجه مباشرة إلى أحد باعة الخضروات، وطلب مساعدته قائلاً: “عفاك شوف واش كتعرف مول هاد البزطام”.
البائع تفحّص المحفظة وتعرّف على صاحبها، ولم يمضِ وقت طويل حتى جاء الرجل يبحث عنها. وعندما علم أن الطفل هو من وجدها وأعادها، لم يخفِ دهشته وإعجابه الشديد بأمانته ونبله، خاصة أن ظروفه كانت قد تدفعه إلى الاحتفاظ بها.
هذه القصة تعكس أن القيم النبيلة لا تزال حية في قلوب الناس، وأن الأمانة لا تتأثر بالظروف المعيشية القاسية. عبد الصمد فرح هو فخر لمنطقة إمغران، ونموذج يُحتذى به في الأخلاق والقناعة.
وتقديرًا لهذا السلوك المشرف، تفاعلت بعضت الفعاليات الجمعوية مع الحدث، و أشرفو على تكريم الطفل عبد الصمد خلال حفل التميز الذي نُظم بالثانوية التأهيلية تندوت، حيث كان الهدف من هذا التكريم تقديم درس في القيم النبيلة، وإدخال الفرحة على قلب عبد الصمد ووالدته، في بادرة تعكس روح التضامن والدعم.