هل أصبحت معالم مدينة ورزازات و قصر ايت بن حدو مجرد ديكور لأرقام الوزارة

في خطوة ترويجية لنتائج الربع الأول من سنة 2025، نشرت وزيرة السياحة صورة قصبة آيت بنحدو، المعلمة التاريخية الأشهر بورزازات، لترافق إعلانها عن “أرقام قياسية” في القطاع السياحي. إلا أن ما يثير الاستغراب هو هذا التناقض الصارخ بين الصورة المُستخدمة وبين واقع الإقصاء الذي تعانيه ورزازات في مجال الربط الجوي، خاصة ضمن برامج الرحلات منخفضة التكلفة لصيف 2025، التي يشرف عليها المكتب الوطني المغربي للسياحة.
ورزازات، رغم غناها التاريخي وتنوعها الطبيعي والسينمائي، غابت عن هذه البرامج بشكل شبه تام، بل وسُجل تقليص لبعض الخطوط الجوية التي كانت مبرمجة في السنوات الماضية، في وقت تحظى فيه مدن الشمال بحصة الأسد من هذه الرحلات المدعومة، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مبدأ الإنصاف المجالي.
في تدوينة خاصة للمستشار الجهوي عبد المولى امكاسو، تم التوقف عند المفارقة الكبرى التي تعيشها ورزازات، حيث تُستعمل رموزها البصرية لتلميع نتائج قطاع السياحة، بينما تُقصى فعلياً من أبسط مقومات الاستفادة من هذا القطاع، وعلى رأسها الربط الجوي المنتظم والدائم.
ولعل أبرز ما يُؤكد هذا الشعور بالتهميش، هو تصريح المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، في فيديو موثق، حيث تساءل بصراحة غير مسبوقة: “لماذا يتم دعم الرحلات نحو مدن الشمال ويتم إهمال وجهات كورزازات؟”، في اعتراف صريح بوجود خلل بنيوي في توزيع الفرص داخل القطاع.
آلاف الزوار الذين يتوافدون على قصبة آيت بنحدو، يدخلون المغرب عبر مطار مراكش، ويقيمون هناك ويستهلكون خدماته، بينما تمر ورزازات في مسارهم كـ”محطة عابرة” لا تستفيد فعلياً من تدفقات السياح. إنها وجهة تُستهلك رمزياً، لكنها تُقصى عملياً من آليات الدعم.
إن ورزازات لا تطالب إلا بحقها في الإنصاف، عبر سياسة نقل جوي عادلة تُواكب مؤهلاتها وتُخرجها من العزلة الموسمية التي تُكبّل تنميتها. فالسياحة ليست صوراً تُنشر على منصات التواصل، بل هي منظومة متكاملة تبدأ من فتح السماء وتنتهي بتنمية الأرض.
لقد حان الوقت لأن تتحول الرموز إلى فرص، والصور إلى التزامات، حتى لا تبقى آيت بنحدو مجرد خلفية جميلة لأرقام لا تنعكس على الواقع المحلي.