سعيد التوفيقي إبن ورزازات، نموذج الشباب المتفوق بالديار الأوروبية
من هو سعيد التوفيقي؟
سعيد التوفيقي، ولدت بمدينة ورزازات سنة 1995، حيث ترعرعت وعشت طفولتي في حضن أسرة بسيطة محافظة. تدرجت في دراستي من الإبتدائية إلى المتوسطة فالثانوية، وتخرجت بثانوية محمد السادس التأهيلية سنة 2014 في سلك الآداب والعلوم الانسانية برتبة الامتياز،كنت منذ صغري، أحب الآداب، الشعر، الموسيقى و اللغات؛ فأتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر وتعلمت الإسبانية لاحقا. الشيء الذي دفعني للالتحاق بالكلية متعددة التخصصات بورزازات لدراسة التجارة واللغات و نلت منها إجازة بميزة مشرفة سنة 2017 .
خلال دراستي، كنت أشارك في حفلات ونواد ثقافية بالإضافة إلى المشاركة في مسابقات أدبية على الصعيد الجهوي والوطني. فقد شاركت بقصيدة “تباريح الأمل” في المجموعة الشعرية “أقلام حالمة” لنادي عكاظ وتم تتويج قصيدتي كأفضل إبداع شعري في المجموعة من طرف القاص أحمد بوزفور والناقد محمد كويندي سنة 2013. بعد ذلك، بدأت بالمشاركة في مهرجانات وحفلات أدبية، نشرت لي قصائد باللغة العربية، اللغة العامية واللغة الإنجليزية في عدة صحف وجرائد إلكترونية. كنت آنذاك أعيش زخما من الكلمات، كنت أكتب كل يوم.. كنت أتنفس برئتين واسعتين وأشعر، وأنام فاتح العينين وأكتب. فكتبت عن الوطن والحب والكرامة… كنت عازما على إصدار ديواني “تباريح الأمل”، لكن الزخم الشعري الذي كنت أعيشه توقف؛ فلم أكتب قصيدة منذ سنة 2017.
بعد حصولي على شهادة الإجازة أتيحت لي فرصة بنكي وأستاذ، لأختار في نهاية المطاف مهنة التعليم. ارتأيت أن أكون من بين أولئك الذين يتركون بصمات في حياة غيرهم.. عبر الحروف والأفكار؛ كما ترك أساتذة عدة بصماتهم في حياتي، أولهم والداي. بعد مرور عدة أشهر كعملي كأستاذ، بدأت أشعر أن هناك شيء آخر أرغب به وليس ماكنت عليه. فأنا في ذاتي أحب الدراسة بشكل عام، وأحب تخصصي. قررت تغيير مسار حياتي، فهاجرت إلى فرنسا لمتابعة دراستي بعد أن حظيت بقبول جامعي بجامعة مونبليار بالحدود السويسرية. حصلت منها على شهادة الماستر في التسويق والتجارة الإلكترونية بتميز سنة 2021. قمت بتدريب بشركة متخصصة في بيع الأجهزة الطبية. اشتغلت على تسويق المنتوجات على المواقع الإلكترونية للشركة وترجمتها لعدة لغات.
لم أكتف بشهادة الماستر فقررت الإلتحاق بمدرسة ليوناردو دافنشي بباريس. أجريت المباراة والحمد لله حظيت بتنويه اللجنة وتم قبولي. قمت بعد ذلك بتدريب ميداني في مجال تدبير المشاريع الرقمية في شركة كبيرة في أوروبا حيث اشتغلت على عمليات التسويق على محركات البحث ككوكل، بينغ بالإضافة إلى منصات رقمية أخرى. ناقشت من خلاله بحثي لنيل شهادة إدارة الأعمال. وهبت نفسي في حرارة لامثيل لها إلى هذه الدراسات كلها، وكنت أحبها أشد الحب. نلت شهادتي متفوقاً على الطلبة الفرنسيين وصرت ضمن الأوائل في المدرسة.
تسلمت شهادتي في حفل التخرج الذي أقيم في Paris Arena La Défense في مدينة باريس الفرنسية، بحضور أصدقائي الذين عبروا عن اعتزازهم وفخرهم بهذا التفوق والتميز.
أهدي هذا التفوق إلى عائلتي التي ساندتني في كافة ظروف الحياة وإلى مسقط رأسي ورزازات، مؤكدا على أن جيل الشباب ما زال قادراً على التفوق والإبداع إذا تمسك بإرادته الصلبة وتحدى كل الظروف والتحديات الصعبة، داعياً إياهم إلى عدم اليأس والاستسلام للإحباط، والعمل بعزيمة من أجل أحلامهم ومن أجل صورة ورزازات كجوهرة متألقة في المغرب العميق.”