ورزازات :نظرة على المشهد السياسي المحلي … الشباب والسؤال التنموي !
ورزازات: نظرة على المشهد السياسي المحلي … الشباب والسؤال التنموي !
إدريس اسلفتو – ورزازات /2019
في ظل الحراك الذي تعيش على وقعها البلاد على مختلف الأصعدة ، ومع مرور كل سنة لا بدّ من وقفة تأمل لتقييم مدى تقدم هذا الحراك على جميع المستويات وفي كلّ القطاعات بما في ذلك المشهد السياسي المحلي بجميع الأطياف المتداخلة فيه من أحزاب ونقابات وهيئات موازية وغيرهم،سؤال يطرح مع نهاية عام 2018 ماذا تغيير بالمشهد السياسي وماذا تحقق؟ هل تحقق مطلب تأطير الشباب؟ .في هذا السياق حاولنا القيام بجرد لأهم النقاط المضيئة وكذلك السوداء التي تم تسجيلها هذه السنة على المستوى المشهد السياسي والحزبي بإقليم ورزازات من خلال وجهة نظرة للفاعل السياسي والإعلامي لحسن اوزويت .
في محاولة لقراءة المشهد السياسي الحالي بتداخلاته المختلفة وانعكاساته على المجتمع .يقول لحسن “أوزويت ” : شكلت محطة انعقاد المجلس الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بورزازات خلال نونبر من السنة المنصرمة ،شكلت لحظة طرح سؤال عميق عن مدى تأطير المواطنين من جهة وعن انشغال الأحزاب الوطنية وفق هيكلة محكمة وطبقا لقانون الأحزاب السياسية .فقد جاء انعقدا المجلس الإقليمي للحزب السلف الذكر في مرحلة دقيقة تعرف فيها الساحة السياسية بياتا إن لم نقل سباتا تنظيميا يجعل المواطنين عموما والشباب خاصة يعيشون فراغا تأطيريا ملحوظا .
حزب التقدم والاشتراكية من وجهة نظر “أوزويت” من الأحزاب الوطنية القليلة التي لا زالت تشتغل محليا وفق آليات تنظيمية وأدبية ،يتوفر على هيكلة إقليمية وجهاز جهوي مكنته من دلوف عدد من الجماعات الترابية والغرف المهنية بما في ذلك الجهة الترابية رغم أن أحد المنتسبين للحزب قدم استقالته من عضوية مجلس الجهة ( النائب الثالث للرئيس ) دون الرجوع إلى الأجهزة التنظيمية للحزب .وهنا يطرح بجدية سؤال الانتماء والشرعية النضالية فالمستشار المستقل من الملتحقين بالحزب مؤخرا دون التدرج في أجهزته التنظيمية. إلى جانب حزب الكتاب يلاحظ رجوع حزب الاستقلال من خلال أحد قطاعاته الموازية الا وهو نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ،التي عقدت أحد اللقاءات التواصلية وعرف حضورا حاشدا أطره كاتبها الوطني. حزب الاستقلال محليا بادر إلى مصالحة ومكاشفة داخلية حيت تم تكثيف الاتصالات بالأعضاء الغاضبين وبالمناضلين الذين جمدوا نشاطاتهم داخل الحزب .
ويرى “أوزويت ” مقابل ذلك، أن حزب الاتحاد الاشتراكي لم يعد يتوفر على كتابة ولا على فروع منذ تقديم كتابته الإقليمية لاستقالتها سنة 2007 بعد أن شرعت أبوابه للوافدين من الحركة الشعبية بلباس حزب الاشتراكي الديمقراطي المندمج .ومن مكر الصدف أن الملتحقين بحزب المهدي وعمر، غادروه بمجرد انتهاء انتداباتهم الانتخابية عائدين إلى حزبهم الأصلي الحركة الشعبية .
وعلى ذكر هذا الأخير وجب ذكر أن “عبد الرحمان الدريسي” قد انتخب مؤخرا عضوا بالديوان السياسي للحزب وهو الذي يشغل منصب رئيس الجماعة الحضرية لورزازات وعضو بمجلس الجهة ومستشار برلماني ،سبق له أن ترشح خلال الولاية السابقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،رغم ذلك فحزب السنبلة مختزل حاليا في أسماء بعينها من ضمنها عبد الرحمان الدريسي و شيخ الحركيين السعيد امسكان رئيس المؤتمر الوطني الـ13 للحركة الشعبية.
استأنف “لحسن أوزويت” حديثه في تقييم المشهد السياسي المحلي بالحديث عن حزب الحمامة الذي فقد احد حكمائه مؤخرا بعد وفاة السيد عمر بوعيدة ، الراجل الذي يشهد له الجميع بالاستقامة .ويعتمد هذا الحزب على النخب و رجال المال والأعمال لم يسبق أن فتح مقرات ، إلا مؤخرا بعد التحاق أحد الطاقات الشابة المحلية يتعلق الأمر ب”يوسف شيري” رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية الذي يعتزم فتح مقر الشبيبة الحزب بورزازات .
قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة 2016 ،خلف حزب الأصالة والمعاصرة دينامية تنظيمية سرعان ما خمدت بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المذكورة ،حيت لم يعد هناك صدى يذكر لفروع حزب الجرار بتازناخت،وترميكت ،ورزازات .أضف إلى ذلك أن النائب البرلماني لهذا الحزب تمكن من ضمان مقعده بمشقة الأنفس نظرا لانقسام الحاصل قبيل الانتخابات والصراع حول التزكية.ولم يعد يذكر اسم الحزب إلا من خلال إحدى الصفحات التواصل الاجتماعي التي تروج لأنشطة البرلمانية للنائب.
يذكر أيضا أن حزب المصباح لازال محافظا على تنظيماته وقطاعاته شكليا، رغم أفول نجم بعض المنتسبين إليه وبعد مستشاريه الجماعيين ،إلا أن انضباط مناضليه واستمرار أنشطته الإشعاعية إضافة إلى توفره على نقابة محكمة التنظيم يجعل منه رقما مهما في معادلة المشهد السياسي المحلي ،بالرغم من ضعف الحصيلة البرلمانية للنائب البرلماني للحزب المنتسب للحزب الحاكم ضمن الأغلبية الحكومية .
فيدرالية اليسار الديمقراطي (محليا نجد الطليعة والحزب الاشتراكي وبعض أعضاء المؤتمر الوطني الاتحادي والنهج الديمقراطي )وإن كان الأحزاب المكلة لها والنقابة التي تجمعها (ك.د.ش) تشكل اخر قلعة يسارية على مستوى الإقليمي فان أخر مؤتمر وطني ل (ك.د.ش) خلق بعض الرضوض في بنيان مكوناتها بعد انتخاب “عبد القادر الزاير” كاتبا وطنيا خلفا “لمحمد نوبير الاموى” وكلالهما من المؤتمر الوطني الاتحادي الذي يعد اقل عددا من باقي المكونات إلا أن دعمه من طرف القطاع النقابي لجماعة العدل ولاحسان مكنه من الفوز بالكتابة الوطنية للمركزية النقابية .
طَبَعَ “لحسن أوزويت “وجهة نظره بأن باقي الأحزاب لا وجود لها على المستوى الإقليمي وتعتمد في غالبيتها خلال محطات الاستشارات الشعبية على محترفي الانتخابات لضمان تغطية بعض الدوائر الانتخابية.
في ظل هذا الوضع وأمام السخط العارم لشباب المنطقة الناتج عن جملة من المشاكل التي تعرفها مناطق أخرى ومع تداعيات بعض الأحداث ( حملة المقاطعة ,التوقيت الجديد …) يبقى السؤال مطروحا عن مدى قدرة الأحزاب السياسية في م الشباب وتأطير غضبة يليه سؤال كبير :هل ستعرف ورزازات تجديدا للنخب وتشكيل قطيعة مع نمط تسيري سائد وهل ستكون هناك استمرارية لنفس النخب وبنفس الأساليب المعتادة ؟كيف السبيل إلى استقطاب ذوي الكفاءات من الشباب للأنخراط في العلمية السياسية والمساهمة في تغيير ايجابي يضفي على المشروع التنموي الجديد مفهوما جديدا ؟