أساتذة يعيشون في أقسام متلاشية بزاكورة أمام صمت الجهات المسؤولة

محمد غوزي -ورزازات اونلاين زاكورة –
منذ زمن راهنت وزارة التربية و التعليم على مجموعة من الإجراءات لإصلاح الاختلالات التي لازالت المنظومة التعليمية ترزح فيها رغم انتهاء عشرية الإصلاح، فوضعت ما سمي بالمخطط الإستعجالي الرامي إلى الرفع من جودة التعليم و تحسين ظروف العمل وذلك ببرمجة مجموعة من المشاريع بميزانيات مهمة، لكن واقع مجموعة من المؤسسات التربوية خاصة المتواجد بالمناطق النائية يبرز أن هذا كله لا يعد أن يكون سوى حبرا على ورق.
ففي المغـرب غير الرسمي مناطق لم يقدر لرياح هذا الإصلاح أن تهب عليها بعد. على سبيل المثال مجموعة مدارس تنومريت (المركزية) المتواجدة على بعد 45 كلم من قيادة النقوب بإقليم زاكورة ، و ما يزيد من عزلة هذه المنطقة أن ثلث هذه الطريق وعرة تخترقها مجموعة من الأودية و المسيلات، لذا تنعدم وسائل النقل باستثناء يوم السوق الأسبوعي.
عند الوصول إلى دوار تنومريت كل شيء يظهر نمطيا يعكس نفس صورة المغرب العميق المنسي، ساكنة تقاوم قسوة الطبيعة و تتشبث بالأرض رغم الحرمان، وسط الدوار بنيت مدرسة مركزية محاطة بسور، مزودة بالكهرباء بالإضافة إلى الربط بشبكة محلية لتوزيع ماء أقل ما يمكن القول عنه أنه غير صالح للشرب، بحيث أنه في أغلب الأحيان يكون ملوثا بالأتربة والعوالق …
بمجرد ما نلج المؤسسة تبدأ قصة معاناة الأساتذة العاملين بها، فكما يؤكدون فهم يعانون من أزمة السكن، فهذه المؤسسة التي يعمل بها ست أساتذة تتوفر على سكن وظيفي واحد يستفيد منه أحد الأساتذة و أسرته، و مسكن متلاشي من نوع السكن المفكك مهدد بالانهيار في أية لحظة يقطن به أستاذ و أفراد أسرته رغم الخطر الذي يشكله ذلك على حياتهم، وقد سبق أن وقعت بعض أجزاء سقفه القصديري كما أكد لنا الأستاذ الذي يقيم به ذاته . أما الأساتذة الأربعة الباقون فحسب تعبيرهم هم يحتمون في أحد الأقسام المتلاشية من النوع المفكك، بسقف مهترئ و نوافذ مكسرة… و بما أن القسم من النوع المفكك فهم يعانون أشد المعاناة من ارتفاع درجة الحرارة داخله خاصة ابتداء من شهر ماي، إضافة إلى معاناتهم من العواصف الرملية الدائمة التي تملأ داخل القسم ( المنزل ) بالرمال بل تكاد أحيانا تقتلع سقفه المترهل أصلا. وجدير بالذكر أن استقرارهم بهذا القسم كان بعد أن استنفذوا كل الإمكانيات للكراء في الدوار أو بإحدى الدواوير القريبة، بل انهم أكدوا أنهم فكروا في إصلاح القسم و تزويده بباب و نوافذ جديدة من مالهم الخاص إلا أن هذا غير ممكن بالنظر إلى عدم إمكانية إحداث أي تعديلات في بنايات المؤسسات التعليمية دون إذن من النيابة، و تظل هذه الوضعية قائمة و مستمرة للسنة الثالثة على التوالي، مع العلم أن الأساتذة و مدير المؤسسة أطلعوا السيد عامل عمالة زاكورة و السيد قائد قيادة النقوب على هذه المشكلة في زيارة قاما بها إلى المؤسسة السنة الماضية، حيث تعهدا بحل المشكل في أقرب الآجال، وقد راسل الأساتذة السيد العامل و النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بعد ذلك لكن بدون جواب.
وفي ظل صمت الجهات المسؤولة عن قطاع التعليم بالجهة من نيابة و عمالة يبقى الوضع محتقنا و مشحونا، إذ يحمل الأساتذة مسؤولية سلامتهم الجسدية و النفسية للسيد العامل و السيد النائب والوزارة الوصية حسب شهادات بعضهم. كما أنهم يهددون بخوض أشكال نضالية غير مسبوقة قد تصل إلى مقاطعة الدخول المدرسي 2011-2012 و الاعتصام أمام مقر نيابة الإقليمية للتعليم بزاكورة.